نعيش في كون يكشف لنا يوماً بعد يوم أنه أغرب من الخيال، فمؤخراً كشفت مركبة الفضاء كاسيني عن صور مدهشة ستُحدِث (لو صحّت) طفرة في نظرتنا للكون:
فما تشاهدونه هو أحد الصور التي التقطتها مركبة الفضاء كاسيني حين مرت بالقرب من القمر إنسيلادوس (أحد أقمار زحل)، وفيها تلاحظون تدفقات مائية ضخمة تشبه النافورة ينفثها القمر إنسيلادوس للفضاء!، وحين حلل علماء ناسا ما تخرجه هذه النوافير (أو النافورات) وجدوا أنها تتكون من بخار ماء وجزئيات ثلج ومركبات عضوية، ويظن العلماء أن لديهم من الدلائل ما يكفي للقول أنها تحوي ميكروبات أيضاً!
أي أن السماء تمطر على قمر إنسيلادوس ماءاً وثلجاً وميكروبات!!
اقتربت مركبة الفضاء كاسيني حتى مسافة 74 كيلومتر من القطب الجنوبي للقمر لالتقاط هذه الصور، وفيها تم الكشف عن أكثر من 90 نافورة تنفث بخار الماء والبكتيريا لتمطره على سطح الكوكب.
(رسمة تخيلية بواسطة الكومبيوتر لسطح القمر إنسيلادوس)
يبلغ قطر القمر إنسيلادوس حوالي 500 كيلومتر وهو أحد أقمار زحل الكثيرة التي يقارب عددها 60 قمراً! ، وهذه صورة لإنسيلادوس تم التقطاها عام 2009:
لفت هذا القمر انتباه العلماء منذ زمن بسبب الشقوق الغامضة التي توجد على سطحه، والتي اكتشف العلماء بسببها دلائل على وجود بحر ضخم أسفل سطح هذا القمر الغامض، والمثير أن مركبات ناسا رصدت أملاحاً في مكونات مياه الكوكب تجعل بحره شبيهاً بالبحار على كوكب الأرض!
(صورة للشقوق على سطح القمر الغامض)
لا زالت هذه المعلومات جزءاً من افتراضات مبنيةً على الملاحظة العلمية وقراءة بعض المجسات، لكن العلماء يخططون للحصول على عينات من رذاذ نافورات إنسيلادوس لدراستها وقطع الشك باليقين.
فهل يكون هذا القر الصغير سبباً لتغيير نظرتنا للكون؟
تحياتي